MMASA03
صلح الحديبية
صلح الحديبية هو صلح عقد قرب مكة في منطقة الحديبية ومسماها الحالي منطقة الشميسي ، عقد الصلح في شهر ذي العقدة من العام السادس للهجرة ( مارس 627م) بين المسلمين ومشركي قريش عقدت هدنة بين الطرفين لمدة عشر سنوات .
في شهر ذي القعدة من العام السادس للهجرة ، أعلن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه يريد المسير إلى مكة لأداء العمرة وذلك بعد رؤيته في منام أنه يطوف بالبيت الحرام .
وأذن في أصحابه بالرحيل إليها لأدائها وسار النبي محمد صلى الله عليه وسلم بألف وأربع مئة من المهاجرين والانصار ، وكان معهم سلاح السفر لأنهم يرغبون في السلام ولا يريدون قتال المشركين ، لبسوا ملابس الإحرام ليؤكدوا لقريش أنهم يريدون العمرة ولا يقصدون الحرب .
لما اقتربوا من مكة بلغ للمسلمين أن قريشا جمعت الجموع لمقاتلتهم وصدهم عن البيت الحرام ، نزل النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالحديبية فقام بإرسال عثمان بن عفان إلى قريش وقال له : (" أخبرهم أنا لم نأتي لقتال ، وإنما جئنا عمارا ، وإدعهم إلى الإسلام، وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات ، فيبشرهم بالفتح ، وأن الله عزوجل مظهر دينه بمكة . فانطلق عثمان ، فأتى قريشا فقالوا : إلى أين؟ فقال : بعثني رسول الله أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام، ويخبركم: أنه لم يأت لقتال ، وإنما جئنا عمارا. قالوا : قد سمعنا ما تقول ، فانفذ إلى حاجتك") .
بعد تأخر عثمان بن عفان في الرجوع وشاع أنه قد قتل ، فدعا إلى البيعة ، فتبادروا إليه ، وهو تحت الشجرة ، فبايعوه على أن لا يقروا، وسميت ببيعة الرضوان .
قامت قريش بإرسال عروة بن مسعود الثقفي إلى المسلمين فرجع إلى أصحابه ، فقال : (" أي قوم ، والله لقد وفدت على الملوك كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه كما يعظم أصحاب محمد محمدًا. والله ما انتخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم ، فدلك به وجهه وجلده ، وإذا أمر ابتدروا أمره ، وإذا توضأ كادوا بقتتلون على وضوئه ، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم، وما يحدون إليه النظر تعظيما له، ثم قال : وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها") .
أسرعت قريش في إرسال سهيل بن عمرو القرشي لعقد الصلح ، فلما رآه النبي صلى الله عليه وسلم قال : (" قد سهل لكم أمركم ، أراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل " ، فتكلم سهيل طويلا ثم اتفقا على شروط الصلح ") .
تمت كتابة الصحيفة على الشروط التالية :
- وأن من أراد أن يدخل في عهد قريش دخل فيه ، ومن أراد أن يدخل في عهد محمد من غير قريش دخل فيه .
- يمنعوا الحرب لمدة ١٠ سنوات .
- أن يعود المسلمون ذلك العام على أن يدخلوا مكة معتمرين في العام المقبل .
- عدم الاعتداء على أي قبيلة أو على بعض مهما كانت الأسباب.
- أن يرد المسلمون من يأتيهم من قريش مسلما بدون إذن وليه ، وألا ترد قريش من يعود إليها من المسلمين.